الأحد 31 آذار 2024 

 الأحد 31 آذار 2024 

27 آذار 2024

 الأحد 31 آذار 2024 
 العدد 13 
 الأحد الثاني من الصوم 
 اللحن الثاني، الإيوثينا العاشرة 

 
 أعياد الأسبوع

31: غريغوريوس بالاماس، الشّهيد إيبانيوس أسقُف غنغرة، 1: البارَّة مريم المصريَّة، الشُّهداء بارونديوس وباسيليوس، 2: البارّ تيطس العجائبيّ، 3: البارّ نيقيطا، يوسف ناظم التّسابيح، 4: البارّ جرجس (مالاون)، البارّ زوسيماس، 5: الشُّهداء كلاوديوس وديودورس ورفقتهما، ثاوذورة التسالونيكيّة، المديح الثالث، 6: آفتيشيوس بطريرك القسطنطينيَّة، غريغوريوس السِّينائي.
 
الموت

الإنسان المؤمن بالله لا يموت، هو يرقد. بعد رقاده يلقى وجهَ الربّ، يَرجو رحمته.

دخول السماء أو الملكوت أمرٌ يتعلّق بالرحمة الإلهيّة. لقد قال لنا مرّة نحن الطلبة أبونا الروحيّ: "أنت لن تدخل الملكوت بعد موتك إن لم يكن معك صاحبٌ جلبته الى الله معك في حياتك". أنت مسؤول في حياتك عن محاربة الأهواء ومزاولة الرياضات الروحية من صلوات وإحسان، أمّا دخول السماء أو الملكوت فهو أمرٌ يتعلّق بالرحمة الإلهيّة.

الإنسان الدهريّ يتمسّك بصحّة الجسد، ويخاف الموت. الإنسان المعاصر أصبح دهريّا  sécularisé، هذه حضارةُ الجسد، من هنا الخوف من الموت.
إيماننا يقول إنّ الإنسان خالدٌ بنعمة الله. الإنسان المؤمن يتخطّى الخوفَ بفكرة القيامة.

هذا الجسد الذي نتناوله في الذبيحة الإلهيّة هو سببُ الحياة الجديدة. عند المناولة يقول الكاهن: "يُناول عبد الله جسد ودم ربنا ومخلّصنا يسوع المسيح لمغفرة خطاياه ولحياة أبديّة".

يقول يوحنا الإنجيليّ "من يأكل جسدي ويشرب دمي، يثبت فيّ وأنا فيه إلى الأبد".
الإعداد المسيحيّ للموت يكون عن طريق الاستغفار أي عن طريق سرّ الاعتراف دون أن نقلّل من أهميّة عمل الأطباء.
في مسألة الشيخوخة يسعى العلماء اليوم إلى إطالة عمر الإنسان وقد نجحوا في هذا السعي إلى حدّ ما، ولكن في هذا المجال فلسفةُ اللذة  Rédonisme  فلسفةٌ هي على هامش الكنيسة وكأنّ حياة الإنسان مركّزة فقط على الصحة والمال وليس على الحياة الروحيّة وطاعة الله.
الشيخوخة سنّ التواضع الكبير. تذكّرنا فيه الكنيسة بمعنى حياتنا كلّه كعمل للتوبة وتهيئة للحياة الأبديّة.
لقد أخذت السعادةُ الأرضيّة مكان هاجس الإنسان المسيحيّ المؤمن لاقتبال مسرّة عطاء الله للحياة الأبديّة vie éternelle.

+ افرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
 
طروباريّة القيامة باللحن الثاني

عندما انحدرتَ إلى الموت، أيُّها الحياةُ الذي لا يموت، حينئذٍ أمتَّ الجحيمَ ببرقِ لاهوتك وعندما أقمتَ الأموات من تحتِ الثَّرى، صرخَ نحوكَ جميعُ القوَّاتِ السَّماويِّين: أيُّها المسيحُ الإله معطي الحياةِ، المجدُ لك.
 

 طروباريَّة القدَّيس غريغوريوس بالاماس باللَّحن الثَّامِن 

يا كوكبَ الرأيِ المستقيم، وسَنَدَ الكنيسةِ ومعلِّمَهَا. يا جمالَ المتوحِّدينَ، ونصيراً لا يُحارَب للمتكلِّمينَ باللاَّهوت، غريغوريوسَ العجائبيَّ، فخرَ تسالونيكية وكاروزَ النِّعمة، ابْتَهِلْ على الدَّوامِ في خلاصِ نفوسِنا.
 

القنداق باللَّحن الثَّامن

إِنِّي أَنا عبدَكِ يا والدةَ الإله، أَكتُبُ لكِ راياتِ الغَلَبَة يا جُنديَّةً محامِيَة، وأُقَدِّمُ لكِ الشُّكْرَ كَمُنْقِذَةٍ مِنَ الشَّدائِد. لكنْ، بما أَنَّ لكِ العِزَّةَ الَّتي لا تُحارَبِ، أَعتقيني من صُنوفِ الشَّدِائِد، حتَّى أَصرُخَ إِليكِ: إِفرحي يا عروسًا لا عروسَ لها.
 

 الرسالة: عب 1: 10-14، 2: 1-3 
 أنتَ يا رَبُّ تَحْفَظُنَا وتَسْتُرُنا في هذا الجيلِ 
 خَلِّصْنِي يا رَبُّ فإِنَّ البارَّ قَد فَنِي 


أنتَ يا ربُّ في البَدءِ أسَّستَ الأرضَ والسَّماواتُ هي صُنْعُ يديْكَ. وهي تزولُ وأنتَ تبقى، وكُلُّها تَبْلى كالثَّوب، وتطويها كالرِّداء فتتغيَّر، وأنتَ أنتَ وسِنُوك لنْ تَفْنَى. ولِمَنْ من الملائِكَةِ قالَ قَطُّ اجْلِسْ عن يميني حتَّى أَجْعَلَ أَعداءَكَ مَوْطِئاً لقَدَمَيْكَ. أَليسُوا جميعُهُم أَرواحاً خادِمَة تُرْسَلُ للخِدمةِ من أجلِ الَّذين سَيَرِثُون الخلاص. فلذلك، يجبُ علينا أَنْ نُصْغِيَ إلى ما سمعناهُ إِصغاءً أَشَدَّ لِئَلَّا يَسْرَبُ مِنْ أَذْهَانِنا. فإِنَّه إِنْ كانَتِ الكلمةُ الَّتي نُطِقَ بها على ألسنةِ ملائِكةٍ قَدْ ثَبُتَتْ وكلُّ تَعدٍّ ومعَصِيَةٍ نالَ جَزاءً عَدْلاً، فكيفَ نُفْلِتُ نحنُ إِنْ أَهْمَلنَا خلاصاً عظيماً كهذا، قد ابَتَدَأَ النُّطْقُ بِهِ على لسانِ الرَّبِّ، ثمَّ ثبَّتَهُ لنا الَّذين سمعُوهُ؟!.
 
 الإنجيل: مر 2: 1-12 

في ذلك الزَّمان، دخلَ يسوعُ كَفَرْناحومَ وسُمِعَ أَنَّهُ في بَيتٍ، فَلِلْوَقْتِ اجتَمَعَ كثيرونَ حتَّى إنَّهُ لم يَعُدْ مَوْضِعٌ ولا ما حَولَ البابِ يَسَعُ. وكان يخاطِبُهُم بالكلمة، فَأَتَوْا إليْهِ بِمُخلَّعٍ يَحمِلُهُ أَربعَة. وإِذْ لم يقْدِرُوا أَنْ يقترِبُوا إليهِ لِسَببِ الجمعِ كَشَفوا السَّقْفَ حيث كانَ. وَبعْدَ ما نَقَبوهُ دَلُّوا السَّرِيرَ الَّذي كانَ الـمُخَلَّعُ مُضْطجِعاً عليه. فلمَّا رأى يسوعُ إيمانَهم، قالَ للمُخلَّع يا بُنَيَّ، مغفورةٌ لكَ خطاياك. وكانَ قومٌ مِنَ الكتبةِ جالِسِينَ هُناكَ يُفكِّرون في قُلوبِهِم: ما بالُ هذا يتكلَّمُ هكذا بالتَّجْدِيف؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغفِرَ الخطايا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟!! فَلِلْوقْتِ عَلِمَ يَسوعُ برِوحِهِ أَنَّهُم يُفَكِّرُونَ هكذا في أَنْفُسِهِم، فقالَ لهُم: لِماذا تفَكِّرُون بهذا في قلوبِكُم؟ ما الأَيْسَرُ أَنْ يُقالَ مَغفورةٌ لكَ خطاياكَ أمْ أَنْ يُقالَ قُمْ واحمِلْ سريرَكَ وامشِ؟ ولكِنْ لِكَي تَعْلَموا أَنَّ ابنَ البشرِ لَهُ سُلطانٌ على الأرضِ أَنْ يَغفِرَ الخطايا (قالَ للمُخَلَّع) لكَ أَقُولُ قُمْ واحمِلْ سَريرَكَ واذْهَبْ إلى بَيتِكَ، فقامَ للوَقتِ وحَمَلَ سَريرَهُ، وخرَج أَمامَ الجميع، حتّى دَهِشوا كُلُّهُم ومجَّدُوا اللهَ قائلينَ: ما رَأينا قَطُّ مِثْلَ هذا.
 
 في الإنجيل 

في هذا المقطع الإنجيليّ من بشارة الرسول مرقس، تظهر لنا صورة الربّ يسوع المعلّم والشافي، إذ نرى الجموع حوله تجلس لتسمع كلامه، وفي كلّ مرّة يعلمون بوجوده في مكان ما يتبعونه ليتعلّموا منه، وهو يخاطبهم بكلمة البشارة التي تحمل لهم الخلاص، وقد اتّضح لهم أن كلمته تختلف عن كلمات من سبقوه من معلّمين لذلك على حدّ قول الرسول مرقس في الإصحاح الأوّل من إنجيله: "بهتوا من تعليمه لأنّه كان يعلّمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة (مرقس 1: 12)
.
نراه اليوم من كفرناحوم جالساً في بيت وقد اجتمع الناس بكثرة حوله "حتّى إنّه لم يعد موضع ولا ما حول الباب وسع وكان يخاطبهم بالكلمة". بعد التعليم تظهر لنا صورة الربّ يسوع الشافي الإنسانَ نفساً وجسداً بما قاله وفعله مع هذا الإنسان المخلّع بقوله له: "مغفورة لك خطاياك" مظهراً له ولكلّ المجتمعين حوله أنّ له القدرة على الشفاء الروحيّ مستعملاً في حديثه صيغة المجهول، إذ قال "مغفورة لك" وليس "أنا أغفر لك"، يشير إلى أنّ الفاعل هو الله معلناً أنّ هذا الأمر لا يتمّمه إلّا الله، ممّا يدلّ على أنّه يتمتّع بسلطان الله نفسه لذلك اتّهموه بالتجديف لأنّهم ما استطاعوا أن يروا فيه إلّا الجانب الإنسانيّ فقط، لذلك أكمل عمل الله وقال للمخلّع "قم وامش" بعد أن أظهر لهم ولنا الوصيّة معلّماً إيّاهم وإيّانا أنّ الأهمّ هو شفاء النفس من الخطايا قبل شفاء الجسد من الإعاقة والألم. فجاء تعليمه في هذا الإنجيل وأصبحت العجيبة معه جسر عبوره إلى الله.

لذلك على أهميّة العجائب التي صنعها الله معنا، وتحصل معنا في كلّ وقت ومكان لا نتهافت عليها لأنّنا على يقين أنّ الله قادر دائماً أن يجذب البشر إلى حضرته الإلهيّة دائماً بطرق ممتلئة، وأساليب متنوّعة.

ولكنّ الأهمّ أن نسعى نحن أيضًا إلى أن نقترب من الله ونحاول أن نتخطّى الصعاب كما حُمل المخلّع من قبل من أحبّوه وتخطّوا الصعاب ليقدّموه إلى الربّ الذي شفاه نفساً وجسداً، مبارِكاً عملهم لأنّهم حملوا أثقال بعضهم البعض وجاؤوا إلى الربّ بكلّ ثقة وايمان بقدرته الإلهيّة القادرة أن تجذب البشر إليه وتشفيهم من كلّ ما يعذبهم ويهلكهم.
 
 المحبّة الزوجية والتغلّب على الأنا القاتلة للزواج

يُصوّر القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم المحبّة الزوجيّة بعلاقة المسيح والكنيسة، وهي علاقة المحبّة المضحيّة: "أحبّ الله العالم حتّى بذل ابنه الوحيد..." (يوحنّا 3: 16).  لكي تنمو المحبّة في سرّ الزواج، يعمل الرجل وأمرأته على نكران "الأنا"، واتّباع الطريق الذي وضعه المسيح: "إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني" (متى 16: 24). فمحبّة الشريك هي السلوك في نفس الطريق الذي يؤدّي إلى محبّة الله. ليس من الممكن أن نحبّ شريكنا إذا لم ننكر أنفسنا أوّلًا.

الخطوة الأولى لنموّ المحبّة الزوجيّة هي العمل على محو الأنا ونكران الذات. أن نحبّ يعني أن نستأصل الأنانيّة المعشّشة فينا. حبّ الأنا يأتي على حساب حبّ الآخر. هذا الأمر صعب الإدراك لدى إنسان اليوم، إذ نعيش في مجتمعٍ متمحور حول حبّ الأنا و"تحقيق الذات" على حساب الآخر. ويبدو أنّ هذا المرض موجودٌ في كلّ عصر، إلّا أنّه في عصرنا تزداد الأنانيّة بسبب نوعيّة الحياة الاستهلاكيّة المعاصرة. لكنّ الحياة الزوجيّة المسيحيّة لديها دعوة مختلفة عمّا هي عليه الحياة العالميّة الحاليّة. فالمخلّص يوصي المسيحيّين هكذا: "من وجد حياته يضيّعها، ومن أضاع حياته من أجلي يجدها" (متى 10: 39)، أي من يخسر الأنا يفوز في الحياة المشتركة وينجح في الحياة الزوجيّة. ومن يظنّ أنّه فاز في فرض الأنا فهو خاسر في الحياة المشتركة. يختبر المؤمنون هذه الحقيقة في شركة الحياة الزوجيّة، كما في شركة الحياة الرهبانيّة أيضًا.

وبسبب هذه المحبّة ننكر أنانا، التي تشمل، بطريقة ما، حتّى نكران التعلّق بعائلتنا الأمّ.  رغم أن عائلتنا هي جزء عزيز من حياتنا، تربطنا بها روابط الدم والعاطفة القوية، ننقطع عنها حتّى ننجح في محبّة شريكنا في الزواج، كما هو مكتوب: "لذلك يترك الرجل أباه وأمّه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدًا واحدًا". (تكوين 2: 24). ومن ثمّ نشعر بأنّ عائلة الزوجة هي عائلتنا. فمخاطبة الحماة بالأمّ ليست كلمة مجاملة، ولكنّها نابعة من حبّنا لزوجنا وعائلته. هكذا نحبّ الآخر، كما لو كان الآخر نحن.

وعندما نسمع من الزوج أو الزوجة كلمة هذا "لي" أو ذاك "لك"، فهذا يعني أن هناك عقليّة غير سويّة في التعاطي الزوجيّ. إنّها عقليّة الأنا تلك التي تبحث عن سعادتها فيما سيقدّمه لها الشريك. نسمع أيضًا كلمات مثل: "مالي، راتبي، خطّتي، رغباتي، إرادتي، نظرتي، حقوقي...". إن كانت هذه العقليّة سائدة، فهذا يشير إلى أن العلاقة ليست على ما يرام، والزواج لا يسير في طريق المحبّة. وهنا ينصحنا القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم بإرشاداته الغنيّة والعمليّة، قائلًا: "بعد الزواج لا تعودان جسدَين، بل جسدًا واحدًا، فكيف تكون ممتلكاتكما قسمَين؟ يا للجشع! لقد صرتما إنساناً واحدًا، كائناً واحدًا حيًّا، وما زلتما تقولان، ما لي وما لك؟ ... لقد وضع الله كل الأشياء الضروريّة في الحياة مشتركة بينكما كالشمس والنور والمياه، أشياء أهمّ من المال، وأنتما تدّعيان أن الأشياء الخاصّة بكل واحد منكما ليست مشتركة؟" في حال تحدثت المرأة عن "لي" و "لك"، ينصح القدّيس يوحنّا الرجل أن يقول لها، وبكثير من اللطف: "ما الذي تتحدّثين به، أنا لا أفهم. ليس لديّ شيء خاصّ بي. فكيف تقولين "هذا مُلكٌ لي" عندما يكون كلّ شيء لكِ؟... كلّ شيء لكِ، وحتّى أنا لكِ. وأنا لا أجاملك... وحتّى أنا لكِ أيضًا يا حبيبتي. وهذا ما أوصاني به الرسول بولس قائلاً: ليس للرجل تسلّط على جسده، بل للمرأة. إن لم يكن لي سلطان على جسدي، لكن لكِ السلطان، فكم بالأحرى ليس لي سلطان على المال... لذا، علّمها ألا تقول أبدًا لي ولك".

إنّ الرجل الذي يحبّ امرأته يحبّ عمليًّا نفسه (أفسس 5: 28). وطبعًا الأمر نفسه ينطبق على المرأة. فإذا أحبّ كلّ واحد الآخر – الذي هو نفسه – بمحبّة المسيح، فإنّهما سيحبّان المسيح الذي فيهما أيضًا، ويتّحدان بالمسيح، ويعيشان في شركة المحبّة الحقيقيّة. فالمسيح هو مقياس المحبّة التي تحكم الرابطة الزوجيّة: "ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح، كذلك النساء لرجالهنّ في كلّ شيء. أيّها الرجال، أحبّوا نساءكم كما أحبّ المسيح أيضًا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها" (أفسس 5: 24-25).  إن كلمة "كما" يستعملها هنا القدّيس بولس الرسول ليشير إلى أنّ المحبّة متبادلة، وأن المرأة مدعوّة لترى المسيح في وجه الرجل، والرجل مدعوّ ليحبّ المرأة كما أحبّ المسيح الكنيسة. المسيح هو رباط المحبّة بين الرجل والمرأة، ومحبّة المسيح للكنيسة هي مقياس المحبّة التي يسعى الزوجان للوصول إليها. سرّ المحبّة في الزواج هو على صورة سرّ محبّة المسيح للكنيسة.

ولهذا فإنّ الذي نجح في التغلّب على الأنا في الزواج هو من جعل المسيح نفسه مَلِكًا على حياته. عندما يصل الزوجان إلى المحبّة التي يطلبها منهما المسيح، يفهمان أنّ ذواتهما ملكٌ للمسيح وفي خدمة الآخر، فيتخلّيان عن أنانيتهما وسلطتهما طاعة لملك المحبّة. فيُضيء مصباحُ كلّ واحد منهما بزيت المحبة، قمّة الفضائل، حتّى متى أتى العريس الختن يجدهما مستعدَّين للدخول معه الى الملكوت السماوي.
 
أخبارنا

سيامة الشمّاس نكتاريوس داود عطيّة كاهناً لرعيّة كفرصارون

نهار السبت الواقع فيه 16 آذار 2024 ترأّس سيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس)، راعي الأبرشيّة صلاة السحر والقدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيس ماما في كفرصارون بمعاونة بعض الكهنة، وبحضور حشد من المؤمنين. وتمت في القدّاس رسامة الشمّاس نكتاريوس كاهناً مساعداً لقدس الأب جورج صليبا. الكاهن الجديد متزوجٌ وله ابنتان.

جاء في العظة التي ألقاها سيادته:

باسم الآب والابن والروح القدس آمين.
أيّها الأحبّاء، أوّلاً نشكر الله الذي جمعنا في هذا اليوم المبارك المقدّس. هذا اليوم في الكنيسة، يومٌ مميّزٌ، فيه نذكر كلّ القدّيسين الأبرار، القدّيسين الذين استشهدوا من أجل المسيح هو مقدّمة ليوم الغد الذي هو يوم الغفران، وبعده يبدأ الصوم الكبير المقدّس الذي هو أهمّ فترة في الكنيسة المسيحيّة المقدّسة، وبخاصّة بالنسبة إلينا نحن الشرقيّين، والذي فيه يجب على كلّ واحد أن يصليّ ويصوم قدر إمكانه، لكي يفتقدنا الربّ برحمتهِ ويفتقد بلدنا، ويفتقد العالم. نحن لا نصلّي فقط من أجل أنفسنا. المسيحيّ الإنسان المؤمن يصلّي ويصوم من أجل كلّ واحد محتاج. هكذا يقول الإنجيل: "كلّ ما فعلتموه بإخوتي هؤلاء الصغار فبي قد فعلتموه" لا بدّ أن أذكر لكم هذه الجملة التي تلخّص معنى الصوم. تقول الكنيسة في كتاب التريوديّ لقد أقبل الزمان الذي فيه ارتداء للجهادات الروحيّة والغلبة على الشرير والسلاح الكامل للإمساك، جمال الملائكة والدالّة لدى الله.

نعم أيّها الأحبّاء إنجيل اليوم يشدّد أوّلاً على الصَدَقة أي على الخدمة في هذه الفترة، وعلى أن نذكر ونساعد قدر الإمكان الفقراء الذين هم بحاجة في هذه الأيّام الصعبة وهو يتكلّم على الصلاة، ويؤكد بأنّه مناسبة لكلّ صلاة قلبيّة من أجلنا ومن أجل عائلتنا ومن أجل العالم كلّه.

الآن نأتي إلى أخينا الحبيب نكتاريوس، الأب نكتاريوس الذي يستلم اليوم مسؤوليّةً كبيرة أمام الله وأمامكم، أن يكون خادماً لله ويكون خادمًا لشعبه. فهو اتّخذ هذا الشفيع القدّيس نكتاريوس الحديث. الذي يقرأ حياة هذا القدّيس يرى أنّه تعذّب كثيراً وتحمّل وتقدّس وهذا شيء جميل جدّاً. نقول لأبينا الحبيب نكتاريوس إنّ عليه ألّا يخاف أبداً من أيّة شدّة، من أيّ عذاب وأقول جهاراً إنّنا رسمناه بنعمة الله لكي يكون مساعداً للأب الحبيب جورج الذي تعب حياتَه كلّها في الخدمة، وأن يأخذ منه طريقة الصلاة وطريقة الخدمة، خدمة الآخرين. هذا كلّه من مسؤوليّته. ولذلك نحن نطلب من الله أن يقوّيه ويعطيه النشاط والشجاعة. ونعمة الله معه ومعكم جميعاً.