الأحد 24 آذار 2024

الأحد 24 آذار 2024

21 آذار 2024

الأحد 24 آذار 2024
 العدد 12
الأحد الأوّل من الصوم
اللحن الأوّل، الإيوثينا التاسعة


أعياد الأسبوع:

24:أحد الأرثوذكسيّة، تقدمة عيد البشارة، أرتامن أسقُف سلفكية، 15: عيد بشارة والدة الإله الفائقة القداسة، 26: عيد جامع لرئيس الملائكة جبرائيل، استفانوس المعترف، 27: الشَّهيدة مطرونة التسالونيكيّة، النبيّ حنانيا، 28: البارّ إيلاريّون الجديد، 29: مرقس أسقُف أريثوسيون، كيرلّلس الشّماس والذين معه، المديح الثاني، 30: البارّ يوحنّا السلميّ، النبيّ يوئيل، آففولي (والدة القدّيس بندلايمون).


الصوم الغفران والمصالحة

أحد الفريسيّ والعشّار يشير إلى التواضع، من دون التواضع يفقد أيّ عمل روحي قيمته.

هدف الصوم هو أن يجعل الإنسان متواضعاً، "أن يُنكر نفسه" (مر 8: 34). Humilité

أحد الابن الشاطر يشير إلى التوبة وإلى الأب الإله الرحوم

أحد الدينونة يشير إلى الحساب والخلاص 

أحد الغفران مرتبط بالرحمة، بالمحبّة وبالمصالحة.

كلمة المصالحة هي كلمة الحياة (فيلبي 2: 16)، و(1 يو 1: 1).

الرحمة والغفران le pardon et la miséricorde يقودان إلى المصالحة مع الله ومع الآخرين، يتجنّبان الأخذ بالثأر Rancune والحقد ويأتيان إلى المصالحة Réconciliation

"إن الله كان في المسيح مصالحاً العالَم لنفسه غير حاسبٍ لهم خطاياهم وواضعاً فينا كلمةَ المصالحة" (2 كور 5: 19). "

لكلّ من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح وأعطانا خدمةَ المصالحة" (2 كور 5: 18).
 
هذه المصالحة متبادلة réciproque،  لكنّ رحمة الله هي المبادِرة أوّلاً عن طريق سرّ الفداء Rédemption،  ممّا يجعلنا نحن الخطأة مبادرين إلى المصالحة في المسيح يسوع.

كلّ ذلك عن طريق سرّ التوبة والتواضع والغفران وأيضاً عن طريق المحبّة والرحمة والفداء.

الصوم هو ربيع النفوس، فيه الإنسان يتجدّد، والطبيعة تتجدّد.
فيه يجب أن يعمّ الفرح الفرحُ الربيعيّ

تجديدُ النفوس، غيابُ الإنسان العتيق ولبس الإنسان الجديد.

بعد هذا كلّه نرجو وننصح أن تسودَ في كلّ قضيّة الرحمةُ والغفران لا الحقدُ والثأر ذلك من أجل المصالحة في سرّ فداء المسيح ومحبّته الكبرى آمين.

+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما

    
طروبارية القيامة باللحن  الأوّل

إنّ الحجر لمّا خُتم من اليهود، وجسدك الطاهر حُفِظَ من الجند، قمت في اليوم الثالث أيّها المخلِّص، مانحاً العالم الحياة. لذلك، قوّات السماوات هتفوا إليك يا واهب الحياة: المجد لقيامتك أيّها المسيح، المجد لملكك، المجد لتدبيرك يا محبّ البشر وحدك.

طروباريَّة أحد الأرثوذكسيَّة باللحن الثاني

لصورتِكَ الطاهرة نسجدُ أيّها الصالح، طالبينَ غُفرانَ الخطايا أيُّها المسيحُ إلهنا. لأنّكَ سُررتَ أن ترتفعَ بالجسدِ على الصَّليبِ طَوعًا لتُنجَّيَ الذينَ خَلَقْتَ مِنْ عُبوديَّةِ العَدُو. فلذلكِ نهتِفُ إليكَ بشُكر: لقد ملأتَ الكُلَّ فَرَحًا يا مُخلِّصَنا، إذ أتيتَ لِتُخَلِّصَ العالم.

قنداق تقدمة عيد البشارة باللحن الرابع

بحلول الروح الكليّ قدسه، قد حَبلتِ بالمعادل للآب في الجلسة والمساوي له في الجوهر، مع صوت رئيس الملائكة يا أُمّ الإله استعادة آدم.


الرسالة: عب 11: 24-26، 32-40
مبارَكٌ أنتَ يا رَبُّ إلهَ آبائنا
لأنَّكَ عَدْلٌ في كلِّ ما صنعتَ بِنا


يا إخوة، بالإيمان موسى لمّا كَبُرَ أبى أن يُدعى ابناً لابنةِ فرِعَون، مختاراً الشَّقاءَ مع شعبِ اللهِ على التَّمَتع الوقتي بالخطيئة، ومعتبراً عارَ المسيح غنًى أعظمَ من كنوزِ مصر، لأنّه نظر إلى الثَّواب. وماذا أقولُ أيضاً؟ إنّه يَضيقُ بِيَ الوقتُ إنْ أخبرتُ عن جِدعَونَ وباراقَ وشَمشونَ ويَفتاحَ وداودَ وصموئيل والأنبياء، الذين بالإيمانِ قَهَروا الممالكَ وعمِلوا البِرَّ ونالوا المواعدَ، وسَدُّوا أفواهَ الأسود، وأطفأوا حِدَّة النارِ، ونجَوا من حَدِّ السَّيف، وتقوَّوا من ضُعفٍ، وصاروا أشِداّءَ في الحربِ، وكسروا معسكَراتِ الأجانب. وأخَذَتْ نِساءٌ أمواتَهُنَّ بالقيامة. وعُذِّبَ آخرون بتوتير الأعضاء والضَّرب. ولم يقبلوا بالنجاة ليحصلوا على قيامةٍ أفضل. وآخرون ذاقوا الهُزْءَ والجَلْدَ والقيِوِدَ أيضاً والسِّجن. ورُجِموا ونُشِروا وامتُحِنوا، وماتوا بِحَدِّ السَّيف. وساحوا في جُلودِ غَنَمٍ ومَعزٍ، وهم مُعْوَزونَ مُضايَقونَ مَجهودون (ولم يَكُنِ العالم مستحقّاً لهم). وكانوا تائهين في البراري والجبالِ والمغاور وكهوف الأرض. فهؤلاء كُلُّهم مشهوداً لهم بالإيمانِ لم ينالوا الموعد، لأنّ الله سبقَ فنظر لنا شيئاً أفضل، أن لا يُكمِلوا بدونِنا.

الإنجيل: يو 1: 44-52

في ذلك الزمان، أراد يسوعُ الخروجَ إلى الجليل، فوجد فيلبُّسَ فقال له: "اتبَعْني". وكان فيلِبُّسُ من بيتَ صيدا من مدينةِ أندراوسَ وبطرس. فوجد فيلِبُّسُ نثنائيلَ فقال له: "إنّ الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياءِ قد وجدناه، وهو يسوعُ بنُ يوسُفَ الذي من الناصرة". فقال له نثنائيلُ: أَمِنَ الناصرةِ يمكنُ أن يكونَ شيءٌ صالح! فقال له فيلِبُّسُ: "تعالَ وانظر". فرأى يسوعُ نَثَنائيلَ مُقبلاً إليه، فقال عنه: "هُوَذا إسرائيليٌّ حقًّا لا غِشَّ فيه" فقال له نثنائيلُ: "مِنْ أين تعرفُني؟ أجاب يسوع وقال له: "قبلَ أن يدعوَكَ فيلِبُّسُ وأنتَ تحت التينةِ رأيتُك". أجاب نثنائيل وقال له: "يا معلِّمُ، أنتَ ابنُ اللهِ، أنتَ مَلِكُ إسرائيل". أجاب يسوعُ وقال له: "لأنّي قلتُ لكَ إنّي رأيتُكَ تحت التينةِ آمنت. إنّك ستُعاينُ أعظمَ من هذا". وقال له: "الحقَّ الحقَّ أقول لكم، إنّكم من الآنَ تَرَونَ السَّماءَ مفتوحة، وملائكةَ اللهِ يصعدون وينـزلون على ابنِ البشر.

في الإنجيل

قد يتساءل المؤمن قائلاً: ترى ما الذي جعل نثنائيل يعترف بأنَّ يسوع هو ابن الله وملك إسرائيل؟ 

هل من المعقول، أنَّ يكون هذا الاعتراف مبنيًّا فقط على قول يسوع له:

"إنّه إسرائيليّ حقًّا لا غشَّ فيه" وأيضًا عندما سأله نثنائيل:

"من أين تعرفني"، كان جواب يسوع: "قبل أن دعاك فيليبّس وأنت تحت التينة رأيتك". 

هناك عدّة تفاسير لهذا السؤال ولهذا الجواب، منها أنَّ يسوع رأى مدى إيمان نثنائيل؛ لأنّه بحسب التقليد والإيمان اليهوديّ؛ فإنَّ التائب أو المؤمن يصلّي تحت التينة ويسوع كان عالمًا أنّ نثنائيل كان يشتهي أن يرى المسيّا كما أيّ يهوديّ (على غرار يعقوب الذي أطلق الله عليه لقب "إسرائيل"). 

والتفسير الثاني المتداول هو أنَّ نثنائيل نجا من المذبحة التي قام بها هيرودوس حين أمر بقتل أطفال بيت لحم من عمر سنتين فما دون، حين ولادة الرّب يسوع. 

وذلك أنَّ أمّه قد وضعته تحت شجرة تين قريبة من منزلها وكانت تهتمّ به وترعاه طوال الليل، أمّا في النهار فساعدها بأنّه لم يبك وبهذا لم يعلم بوجوده أيّ مخلوق، ليصبح فيما بعد تلميذًا ليسوع متّخذًا اسم برثلماوس.

إذًا صرخة نثنائيل كانت عن قناعة بأنَّ يسوع هو ابن الله لكونه عَلِم ما لم يكن أحد يعلمه؛ 

وبخاصةٍ أنَّ أمَّه لم تعلن لابنها نثنائيل هذا الأمر حتّى كبر، وأوصته ألّا يبوح بهذا السّر لأحد.  

أمّا لماذا يُقرأ هذا الإنجيل في الأحد الأوّل من الصوم!! والذي هو أحد الأرثوذكسيّة أو أحد انتصار الأيقونات فلأنَّ الرّب يسوع يقول لتلاميذه:

" فإنَّ من الآن ترون السماء مفتوحة" فالأيقونات هي تأكيد الإيمان بتجسد ابن الله الذي نزل من السماء وتأنّس، وهي بالتالي النافذة التي تطلّ بها الكنيسة على السماء، والجسر الذي يصل السماء بالأرض.
 
الأيقونة رُفعت في المنازل والكنائس بعد حربٍ دامت مئة وعشرين سنة، وانتهت بالأحد الأوّل من الصوم بعد مجمع دعت إليه الامبراطورة ثيوذورا. 

وأيضًا هو أحد الأرثوذكسيّة أي استقامة الرأي والعقيدة.

إنَّ تكريم الأيقونة وليس عبادتها يدلّ على أنَّ الإيمان مستقيم. 

لقد عبّر القدّيس يوحنّا الدمشقيّ عن أيقونة السيّد أنّها تمثّل الأصل أي الرّبّ الذي تجسّد وصار إنسانًا من أجل خلاصنا. 

ففي العهد القديم، الله لم يره أحد قطّ لهذا لم يكن مسموحًا تصويره، فالصورة الوحيدة عن الخالق هي كلمته، أمّا اليوم فإنَّ الربّ تجسّد" الكلمة صار جسدًا وحلَّ بيننا" كما يُخبرنا القدّيس يوحنّا الحبيب في إنجيله، لهذا أصبح من الضرورة رسم الرّب ورسله وسائر القدّيسين المتوشّحين بالله. 

فقدّوس هو الرّبّ الذي أظهر لنا نفسه بالتجسّد وسكن بيننا ليصير لنا الحقّ بتصويره لتبقى لنا هذه الصورة سبيلاً إليه وبالتالي إلى معاينة وجهه "من رآني فقد رأى الآب" وهذا هو المبتغى والسعادة الحقيقيّة التي تعدنا بها الكنيسة.


أحد انتصار القدّيسين

في هذا الأحد، الذي نرفع فيه أصواتنا و أيقوناتنا التي بها نعلن إيماننا المستقيم. 
هو بالفعل عيد بهيج لانتصار استقامة الرأي على الهرطقات جميعها، وانتصار إيمان القدّيسين الذي لا يشوبه أيّ خطأ أو عيب. 

القدّيسون يكون ذكرهم مؤبّدا لأنّهم هم حاضرون معنا في صلواتهم وابتهالاتهم ويواكبوننا ويعاضدوننا في الجهاد الذي لنا نحن المسيحيّين. 
أما نحن الأحياء فنتمثّل بهم فهم قدوة لنا ونرفع أيقوناتهم ونقول مرنّمين " أيّ إله عظيم مثل إلهنا". 

نعم هذا هو إلهنا الذي شاء أن يرفع شأننا نحن عبيده وأن يقدّس طبيعتنا بأخذه طينتنا وكرّمها بإجلاسها عن يمين الآب.
القداسة "قوديش" في العبريّة تعني "الفرز"، "الوضع جانبًا"، "التمييز". 

في عرس الزواج اليهوديّ يقول العريس لعروسته، خلال خدمة الزواج : 
"لقد جُعلْتِ لي قدّوسة، بحسب شريعة موسى وإسرائيل".

القداسة في اليهوديّة، لها دلالة الوحدة والشفافية. فبحسب كتاب التكوين أخذ الربّ الضّلع من آدم وصنع منه امرأة : "فقال آدم هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي" (تكوين 23:2)، "لذلك يترك الرجل أباه وأمّه، ويلتصق بامرأته ويكونان جسدًا واحدًا" (تك 24:20).

"قوديش" تعني أيضًا في العبريّة "القداسة"، "التقديس". 
يتكلّم كتاب التوراة، عن تصنيف "الكهنوت الهارونيّ" و"اللاويّين" كمصنّفين أو كمفروزين، مختارين لدى الله للقيام بالخدمة في الهيكل، لذلك يُدْعَون "قدّيسين". 

كذلك اليهود "يفرزون"، "يقدّسون" يومًا في الأسبوع لله وهو يوم السبت، يسمّونه اليوم المقدّس، وهو اليوم الذي يتركون فيه كلّ عمل من أجل تسبيح وعبادة الله، وذلك بحسب ما أوصاهم الربّ في الشريعة.
جعل اليهود أماكن "مفروزة"، "مقدّسة لا يُسمح لأيّ كان دخولها وتجاوزها إلّا بترتيب معيّن ولأشخاص معيّنين "القدس" وفيه "المسكن الأوّل" (عب 1:9).

"المنارة والمائدة وخبز التقدمة وراءه كان يوجد قدس الأقداس، فيه مستوقد البخور من الذهب وتابوت العهد المغشّى بالذهب... المنّ ... عصا هارون... لوحا العهد..." (عبرانيّين 9) حتّى أنّ خبز التقدمة كان يُدعى مقدّسًا ولا يتناوله إلّا الكهنة فقط في الهيكل.
هذا المكان المقدّس، كان يشتهي الكهنة وشعب الله الدخول إليه، وهو مكان تعتريه الهيبة والروعة. 

فكان هناك العقوبة القصوى لكلّ من يتعدّى أو ينجّس هذا المكان، وكانت عقوبة الموت أو القطع تقام بسبب اجتياز المسموح به في الهيكل المقدّس.
أما "القداسة" بحسب المفهوم المسيحيّ فهي شركة مع القدّوس أي الله والقدّيسين. 

عندما توجّه بولس الرسول إلى مسيحيّي كورنثوس، تسالونيكي، غلاطية... توجّه لهم بعبارة "قدّيسين" ولكنّه في الوقت ذاته يشير إلى تعدّيات أخلاقيّة تحصل، والتي يدينها بشدّة "فإذا كنتم تنهشون وتأكلون بعضكم بعضًا، فانظروا لئلّا تفنوا بعضكم بعضًا" غلاطية (15:5). 
فالرسول بولس يدعو المسيحيّين بالقدّيسين لأنّهم اشتركوا ويشتركون في تناول جسد المسيح ودمه الكريمَين وليس لأيّ سبب آخر. 

إنّ سرَّ الأفخارستيّا مثلاً، هو قمّة التقديس والاتّحاد مع الله، لأنّها تُتْحِدُ الإنسان بالجسد والروح مع القدوس، وهي تشكّل الصورة الأكثر كمالاً لموطن القداسة أي الملكوت. 
من دون قدّيسين إيماننا غير موجود، لأنّنا إن تخلّينا عن القداسة فلن يبقى شيء من الكنيسة، إلّا مماثلتها العالم.

القدّاس هو تصوير لملكوت الله، وخبرة تذوّق مسبق للأزمنة الأخيرة. 
القدّيس ليس الشخص الخارق القوى Superman، ولكنّه إنسان تامّ شاء بكلّ حريّة وبكلّ تصميم وبإرادته الشخصيّة وحكمته أن يعيش الملكوت وأن يدخله عنوةً، و هذا الأمر يبدأ من حياتنا على الأرض.

1-    القداسة ليست احترام الأصول الأخلاقيّة (مثل الفريسيّ والعشّار)، فالربّ أدان الفرّيسيّ الملتزم أخلاقيًّا و الذي كان مُخلِصًا للناموس ولم يكذب بشأن التزامه. 
كما أنّه لم يكذب عندما وصف العشّار بالخاطئ، لأن العشّار كان متعدّيًا للقوانين الأخلاقيّة وظالمًا.

2-    إذا كانت القداسة مرتبطة بمواهب فائقة الطبيعة، عجائب، معجزات، فهذه يمكن إيجادها خارج الكنيسة. 
فالأرواح الشرّيرة لديها القدرة على صنع المعجزات الفائقة الطبيعة. 

كما أنّ هناك قدّيسين في كنيستنا لم يصنعوا العجائب واعترفت الكنيسة بقداستهم.
لاحظوا حديث بولس الرسول إلى أهل كورنثوس (2:13) "إن كان لي كل الإيمان حتّى أنقل الجبال، ولكن ليس لي محبّة، فلست شيئًا" هذا يدلّ على تأثّر أهل كورنثوس أيضًا بالمعجزات.

3-    هناك من يظنّ أن العادات الصوفيّة، لها علاقة بالقداسة فيتحوّلون إلى الأديان الشرقيّة، ليلتقوا "بالغورو"، وهم أشخاص اكتسبوا بشكل مميّز، تنظيمًا ذاتيًّا وتصرفًا نسكيًّا وتأمّلًا، لكنّ الكنيسة لا تعتبرهم قدّيسين.


إذًا السؤال هنا: هل يوجد قدّيسون خارج الكنيسة؟ 
إذا كان معنى "قدّيس" هو ما يؤمن به الناس بشكل عام (الأخلاق، العجائب، الخبرات...) فعلينا الاعتراف بوجود قدّيسين خارج الكنيسة ولربّما أكثر بكثير ممّا فيها. 

أمّا إذا قلنا إنّ القداسة ممكنة فقط في الكنيسة فعلينا عندها أن نلتمس معنى القداسة الذي يتخطى المعايير السابقة.
فإذاً القداسة ترتبط بالله وليس بأيّ شخص أو شيء آخر. 
نحن المسيحيّين لا نربط القداسة إلّا بالله وحده. 

فالله هو محور القداسة وليس الإنسان ولا تتوقّف عند الإنجازات الأخلاقيّة للإنسان التي قد تكون عظيمة بل على مجد الله ونعمته ودرجة ارتباطنا الشخصيّ به. 
لهذا السبب نسمّي العذراء مريم "والدة الإله" ليس لفضائلها وإنّما لأنّها هي وحدها وبشكل شخصيّ أعطت من جسدها و دمها لابن الله القدوس المتجسّد فيها (الرب يسوع).

بالنسبة للكنيسة ليست القداسة ملكًا شخصيًّا لأحد وإنّما هي علاقة الإنسان بالله (العلاقة الشخصيّة).
الله بإرادته الحرّة يقدّس من يشاء من دون أن تكون القداسة متوقّفة على أيّ شيء غير إرادة الشخص المسيحيّ.