الأحد 19 كانون الثاني 2014

الأحد 19 كانون الثاني 2014

19 كانون الثاني 2014
 
الأحد  19 كانون الثاني  2014     
العدد 3
 
الأحد (12) من لوقا
اللَّحن الخامس  الإيوثينا الثامنة
 
* 19: البار مكاريوس المصري، مرقس مطران أفسس. *20: البار أفثيميوس الكبير، الشهيد افسابيوس. *21: البار مكسيموس المعترف، الشهيد ناوفيطس. * 22: الرسول تيموثاوس، الشهيد أنسطاسيوس الفارسي * 23: اكليمنضوس أسقف أنقرة، الشهيد أغاثنغلوس. * 24: البارة كساني وخادمتها، الشهيد في الكهنة بابيلا الأنطاكي ورفقته *  25: غريغوريوس الثاولوغوس رئيس أساقفة القسطنطينيّة. *


سرّ الكهنوت
 
الكنيسة منظّمة إلهيّة إنسانيّة Théandrique، إلهيّةٌ لأنّها جسد المسيح الحيّ، وإنسانيّةٌ لأنّها مجتمعٌ بشريٌّ محدَّد. كمنظَّمةٍ بشريّة هيرركيّة، ترتبط بسرّ الكهنوت وبمجمع الأساقفة. رأس الكنيسة يسوع المسيح الإله الإنسان، ورأسها المنظور في الكنيسة المحلّيّة هو الأسقف، صورة المسيح مكانيًّا.
 
الأسقف هو أبٌ روحيٌّ وراعٍ، على مثال يسوع المسيح "الراعي الصالح"، يرعى شعبَهُ قاطعاً باستقامةٍ كلمةَ الحقّ". 
إلى جانب الأسقف، هناك الكاهن والشمّاس. الكاهن يُقيم الأسرار (كالقدّاسِ الإلهيّ وسرّ المعموديّة..) ما عدا سرّ الشرطونيّة (رسامة إكليريكيّ).
 
الكاهن أبٌ روحيٌّ وَراعٍ لِرعيّتِه. كأبٍ روحيٍّ يُمارسُ سرّ التوبة والاعتراف.
 
الشمّاسُ يُساعدُ الأسقفَ أو الكاهن في إقامة الأسرار، وكذلك في الأعمال الاجتماعيّة.
 
الكاهن، حسب القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم، يتمتّع بخدمةٍ تفوق خدمة الملائكة القدّيسين. هذا يعود ليس إلى استحقاق الكاهن الشخصيّ بل إلى النعمة الإلهيّة "التي في كلّ حين للمرضىَ تَشفي وللناقصين تُكمّل". الكنيسة بذلك تصبح مستشفى فيها يُبَشَّرُ بإنجيل الملكوت، ويرعى فيها الأسقف (أو الكاهن) شعبَ الله كمرشدٍ روحيّ وكطبيب للنفوس، عن طريق سرّ التوبة والاِعترافِ والإرشادِ النفسيّ والرّوحيّ.
 
الجدير بالذكر أنّ الكنيسةَ، بشريّاً، لا تتألّفُ من الإكليريكيّين (الأساقفة والكهنة والشمامسة) فقط، بل وأيضًا من المؤمنين العلمانيّين. كلّهم يؤلِّفُ شعبَ الله، شركةَ يسوع المسيح الإله الإنسان. حسب القدّيس ديونيسيوس الأريوباجيّ، يُفترض أن يكون الشمّاسُ مجرّداً من الأهواء، والكاهنُ مستنيراً، والأسقفُ متَّحداً بالله "قديساً". هذا صحيح، لكن عملّيًّا نحن كلُّنا خطأةٌ نُجاهدُ عن طريق التوبةِ في سبيلِ خلاصِ نفوسِنا. مِن هُنا نَستَوحي الملاحظات التالية: أنّ الإكليريكيّين بلا استثناء لا يزالون بَشَراً ضعفاء وخطأة، يُجاهدون هم أيضًا من أجل خلاص نفوسهم. مع ذلك ينبغي لهم بقدر إمكاناتهم أن يكونوا قدوةً لبقيّةِ الناس، بل وبعيدين أيضًا عن المعاصي الكبيرة والمُعثرة. لذلك قال عنهم القديس غريغوريوس اللاهوتيّ إنّ عملَهم عملٌ تربويّ pédagogique في إرشاد النفوس إلى الخلاص". نفهم من كلّ هذا أنّ عمل الكاهن لا يقتصر على إقامة الأسرار (القدّاس، المعموديّة، الإكليل، الجنازة...) روتينيّاً، بل يشمل أيضًا كما ذُكر التعليم والإرشاد ورعاية النفوس. ليس موظّفاً، بل راعٍ وأب.
 
هذا يعود، كما قلنا آنِفًا، إلى النعمة الإلهيّة التي يأخذونها في أوان الشرطونيّة. أخيراً وليس آخراً تعلّم الكنيسة بكلّ حكمة أنّ الأسرار المقدّسة (كالأفخارستية) تفعل في المؤمنين استناداً إلى نعمة الخادم الكهنوتيّة، وليس وَفقاً لطهارة نفسه وسلوكه العامّ.
 
                 + أفرام  
 مطران طرابلس والكورة وتوابعهما

 
 
طروباريّة القيامة باللحن الخامس
 
لنسبِّحْ نحن المؤمنينَ ونسجدْ للكلمة المساوي للآبِ والرّوح في الأزليّة وعدمِ الابتداء، المولودِ من العذراءِ لخلاصنا؛ لأنّه سُرَّ بالجسد أن يعلوَ على الصليبِ ويحتملَ الموت، ويُنهِضَ الموتى بقيامِته المجيدة.
 
قنداق دخول السيّد إلى الهيكل باللحن الأول
 
أيّها المسيح الإله، يا من بمولده قدَّس المستودع البتولي، وبارك يدي سمعان كما لاق، وأدركنا الآن وخلِّصنا، إحفظ رعيتك بسلام في الحروب، وأيِّد المؤمنين الذين أحببتَهم، بما أنّكَ وحدك محبٌّ للبشر.
 

الرِّسَالَة
كول 3: 4-11 (29 بعد الظهور)
 
ما اعظمّ أعمالَكَ يا ربُّ! كلَّها بحكمة صنعت!
باركي يا نفسي الربَّ
 
يا إخوةُ، متى ظهرَ المسيحُ الذي هو حياتُنا، فأنتم أيضًا تَظهَرون حينئذٍ معهُ في المجد. فأمِيتوا أعضاءَكم التي على الأرضِ: الزِنَى والنجاسةَ والهوى والشهوةَ الرديئَةَ والطمعَ الذي هو عبادةُ وثَن، لأنَّهُ لأجلِ هذه يأتي غضبُ الله على أبناءِ العِصيان، وفي هذه أنتم أيضًا سلكُتم حينًا إذ كنتم عائشين فيها. أمّا الآن فأنتم أيضًا اطرَحُوا الكُلَّ: الغضبَ والسُّخط والخُبثَ والتجديفَ والكلامَ القبيحَ من أفواهِكم، ولا يَكذِبْ بعضُكم بعضًا، بلِ اخلعوا الإنسانَ العتيقَ معَ أعماله، والبَسُوا الإنسانَ الجديد الذي يتجدَّدُ للمعرفةِ على صورةِ خالقِه، حيثُ ليس يونانيٌّ ولا يهوديٌ لا خِتانٌ ولا قَلَفٌ لا بربريٌّ ولا اسكِيثي، لا عبدٌ ولا حرٌّ، بلِ المسيحُ هو كلُّ شيءٍ وفي الجميع.


الإنجيل
لو 17: 12-19
 
في ذلك الزمان، فيما يسوعُ داخلٌ إلى قريةٍ استقبلهُ عشَرةَ رجالٍ بُرصٍ، ووقفوا من بعيدٍ ورفعوا أصواتَهم قائلين: يا يسوعُ المعلّم ارحمنا. فلمَّا رآهم قال لهم: امضُوا وأَرُوا الكهنةَ أنفسَكم. وفيما هم منطَلِقُونَ طَهُروا. وإنَّ واحداً منهم، لمَّا رأى انَّه قد بَرئ، رجع يمجِّد الله بصوتٍ عظيم، وخرَّ على وجههِ عند قدَميه شاكراً لهُ، وكان سامريّاً. فأجاب يسوعُ وقال: أليس العشَرةُ قد طَهُرُوا؟ فأين التِّسعة؟ ألمَ يُوجَدْ مَن يَرجِعُ لِيُمَجِّدَ الله إلّا هذا الأجنبيّ؟ وقال له: قُمْ وامضِ، إيمانُك قد خلَّصك.
 
في الإنجيل
 
البَرَصُ مَرَضٌ مُعْدٍ. لذا كان لا بدّ من انعزال البُرْص وامتناعهم عن مخالطة النّاس. وهوذا عشرة رجال بُرص يَحيَون معًا في خراج إحدى القرى، يحاذرون الاقتراب من النّاس. لذا نجدهم يقفون "من بعيد" يلتمسون الرّحمة والإبراء من "يسوع المعلّم"، الذي خصّه الله بقدرات شفائيّة سبق له أن أظهرها في مناسبات عديدة. يطلب إليهم يسوع أن يذهبوا لِيُرُوا أنفسَهم للكهنةِ الذين أَوكلَ إليهم ناموسُ موسى، بحسب كتاب اللاويّين 13، مهمّة فحص مرضى البَرَص ليحكموا في تعرّضهم للإصابة أو خلوّهم منها، وفي شفاء المصابين. ومع أنّ هؤلاء العشرة لم يُشْفَوا بعد، أطاعوا يسوع وذهبوا لِيُرُوا الكَهَنَةَ أنفسَهم. وبينما هم في الطّريق شُفُوا. وتابعَ تسعةٌ منهم، وهم من اليهود، طريقَهم إلى أورشليم، لِيُرُوا الكهنةَ أنفسَهم ويُقدّموا عنهم الذبائح التي أوصى بها موسى (اللاويّين 14)، شاكرين الله وممجّدين إيّاه. ولكنّ واحدًا منهم، وهو سامريّ، عاد ليشكرَ الله ويمجّدَه في حضره يسوع، ساجدًا ليسوع وشاكرًا ايّاه. والسّامريّون من عابِدِي يهوه الذين يتّخذون توراة موسى، دون سائر كتب العهد القديم، كتابًا مقدّسًا لهم. وقد سبق أن هدم أحدُ ملوك اليهود هيكلهم القائم على جبل جرزيم، الذي يحدّده كتاب تثنية الاشتراع موضعًا لهيكل يهوه. واليهود يعتبرون السّامريّين خارج شعب الله، أنجاسًا كالوثنيّين.
 
القضيّة التي يطرحها الإنجيليّ ليس أنّ واحدًا فقط من العشرة اعترف بالجميل وعاد ليشكر يسوع، فيما جحد التّسعة الآخرون النّعمة. القضيّة أنّ هذا "الغريب الجنس" قد آمن بيسوع ربًّا ومسيحًا. فخلُصَ بإيمانه.
 
لن نتوسّع هنا في الإيرادات الأربع لـ "إيمانك قد خلّصك" أو "إيمانك قد شفاك" في إنجيل لوقا؛ ولا في كَونِ هذا النصّ فاتحةَ المرحلة الثالثة من المراحل الثلاث لـ "الصّعود إلى أورشليم" الذي ينفرد به إنجيل لوقا؛ ولا في الأهميّة التي يُوليها لوقا للسامريّين في هذا الجزء من إنجيله. سنكتفي فقط بالإشارة إلى أنّ الغاية من هذا النصّ هي التأكيد على أنّ "الغرباء عن رعويّة إسرائيل" (أفسس 2: 12) يستطيعون، بالإيمان بيسوع ربًّا ومسيحًا، وبالسّجود له شاكرين، أن ينضمّوا إلى عضويّة شعب الله الجديد، الذي يجتمع في معيّة يسوع رافعًا الشّكر لله ومقدّمًا له التمجيد. له المجد مع ابنه يسوع، ربّنا، إلى الأبد، آمين.

 
هدايا المجوس المقدَّسة
 
تحتفل الكنيسة الروسيّة بعيد الميلاد المجيد حسب التقويم الشّرقيّ (اليوليانيّ)، وكذلك كنائس: صربيا، جورجيا، أورشليم، وأيضا جبل آثوس. ولهذه المناسبة تَصل إلى الأراضي الرّوسيّة، ولأوّل مرّةٍ منذ تاريخِ وجودِها وحِفظِها، هدايا المجوس التي ستَعبُرُ حدودَ بلادِ اليونان على رأس وَفدٍ رفيع المُستوى، يتقدّمهم رئيس دير القدّيس بولس الأرشمندريت برثانيوس وعدد من آباء الدير. في برنامج هذه الزّيارةِ محطّاتٌ عدّة، كانت أوّلها ليلة عيد الميلاد في 6 كانون الثاني 2014، على أن تعود إلى جبل آثوس في 30 منه. 
 
تحتلّ الهدايا المقدّسة، الذّهب واللُّبان والمرّ، الّتي قدّمها المجوسُ الثلاثةُ مِنَ المشرق للرّبّ المتأنّس، المرتبةَ الأُولى بين الكُنوزِ المختلفةِ والجواهرِ الثّمينةِ المحفوظةِ بِوَرَعٍ كبيرٍ في دير القدّيس بولس في الجبل المقدّس (آثوس).
 
تتضمّنُ الهدايا /28/ سبيكةً مزخرفةً وبأشكالٍ متنوِّعة، أبعادُ كُلِّ واحدة منها /7 * 5/ سم تقريباً، ولكلٍّ منها  شكله الخاصّ وزخرفته الخاصّة وعمله الدقيق. وهناك اللّبانُ والمرّ اللَّذانِ حُفظا بشكل أحجامٍ كرويّة، عددها /70/ كرة بحجم حبة الزيتون. وقيمة هذه الهدايا الماديّة والتاريخيّة والأثريّة لا تُقدَّرُ بِثَمن، لذلك هي محفوظة باهتمام خاصّ في صناديق ذخائر في دير القديس بولس، وتُرسَلُ بهدف التبرُّكِ منها ضمنَ الجبلِ المقدَّسِ وخارجَهُ.
 
يكتب الإنجيليُّ لوقا عن العذراء مريم أنّها كانت تحفظ الأشياء في قلبها، ويقول: "وأمّا مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكّرةً به في قلبها" (لوقا 19:2)، "وكانت أمُّه تحفظ جميع هذا في قلبها" (لوقا 51:1) ويعتقد بعض الدارسين واللاهوتيّين أنّ الجزء الأكبر من هذه الأفعال والكلام الذي للرّبّ كانت السيّدة العذراء قد أخبرته للقديس لوقا، فَضمَّنه في إنجيله. لقد حفظت مريم أعمالَ الرّبّ المقدّسة، هكذا حفظت كلَّ ما يتعلّق بحياته الأرضيّة، ومن الطبيعيّ أن تكون قد حفظت الهدايا المقدّسة أيضاً، ووفقاً لتقليدنا التاريخيّ والدِّينيّ، فإنّ العذراء قبل رقادها قد أعطَتْ هذه الهدايا مع ثيابها وزنّارِها، والمنديل المقدّس، لكنيسة أورشليم، حيث بقيت هذه الأشياء هناك حتى السنة /400/ تقريباً، حِينَ نقلَها الإمبراطور أركاديوس إلى القسطنطينيّة لتقديس الشعب ولكي تحفظ المدينة أيضاً، فبقيت هناك حتى سقوط المدينة بِيَدِ الصّليبيّين عام 1204. إثرَ ذلكَ، نُقِلَتْ مع كُنُوزٍ أُخرى مورُوثَةٍ، إلى مدينةِ نيقية الّتي صارَتْ عاصمةَ الدّولةِ البيزنطيّةِ بعد سقوطِ القسطنطينيّة، على عهد الملك ميخائيل باليولوغوس. وبعد ستّينَ سنةً أُعِيدَتِ الهدايا المقدّسةُ إلى القسطنطينية، حيث حُفظت حتى سقوطِ المدينةِ عام 1453 على يدِ السّلطانِ التّركيّ محمّدِ الفاتح.
 
والدةُ "محمّد الفاتح"، الملكة "مارو" كانت مسيحيّةً تَقِيَّةً مِن أصلٍ صربيّ. هذه نَقَلَتِ هدايا المجوس بنفسِها إلى دير القدّيس بولس في الجبل المقدّس، هذا الدير كان يعرفه والدُها جاورجيوس ملك صربيا، وهناك بنى الكنيسة الأساسيّة القديمة والتي ما زالت حتّى اليوم بجانب سور الدّير على مقربةٍ من البُرج الكبير، على إسم "القديس جاورجيوس اللابس الظفر". يقول التقليد المتوارث في الدّير إنّ الملكة وصلت إلى مرفأ الديّر، وَهَمَّتْ بالتّوجُّهِ نحوهُ، فظهرت لها الفائقة القداسة بطريقة تفوق الوصف، وأعاقتها لكي لا تقترب من الدير، وتنتهك حرمة الجبل المقدس، (لأنّ التقليد الآثوسيّ لا يسمح للنساء بدخول منطقة الجبل المقدّس أبدًا)، فأطاعت الملكة "مارو" وأعطت الهدايا للرّهبان الوَرِعين، الذين نصبوا صليباً كعلامة لظهور العذراء في ذلك المكان وما زال محفوظاً هناك حتّى يومنا هذا، ويُدعى "صليب الملكة"، كما أنّه يوجد في الدير التوقيع الملكيّ مع أخبار عن تسليم الهدايا، محفوظة ضمن مخطوطات.
 
أقوال آبائيّة
 
الصّلاةُ هي بهجةُ الفَرِحِينَ وتعزيةُ المضنوكين، وتاجُ العروس، والعيدُ في أعيادِ الميلاد، والكَفَنُ الّذي يَلُفُّنا في مَثوانا الأخير. (غريغوريوس النيصصيّ)
 
أُنظُرْ في نفسِك هل تحبُّ يسوع؟ هل أنتَ مشغولٌ به حقًّا؟ هل قد ملأ فكرك بآياتِه وكلماته ووُعودِه لك؟ هكذا النّفسُ الّتي تعلّقَتْ بيسوع حبيبِها، تَثبُتُ فيه على الدّوامِ بلا انفصال، وتتحدّثُ معه سِرًّا في حديثٍ قلبيٍّ ملتهِب. ألَيسَ كُلُّ مَنِ الْتَصَقَ بالرَّبِّ قد صار معه رُوحًا واحدًا؟ (الأسقف ثيوفان النّاسك)
 
حينما يَمَسُّ حُبُّ اللهِ الكاملُ قُلُوبَنا بِفاعليَّةِ الصّلاةِ الّتي قَدَّمَها يسوعُ إلى الله الآبِ لأجلِنا، والّتي لا بُدَّ أنّها قد استُجِيبَتْ في الحال، حينئذٍ يصبحُ الله ذاتُه كُلَّ حُبِّنا واشتياقِنا ورجائنا وجهدِنا وكَلَّ فكرٍ فينا، وكُلَّ كلمةٍ ننطقُ بها، وكلَّ نسمةِ حياتِنا. (الأب إسحق تلميذ أنطونيوس الكبير)
 
على الإنسانِ أن يُرَدِّدَ على الدّوامِ صلاة "يا رَبّي يسوع المسيح ابن الله ارحمني أنا الخاطئ"، سواءٌ في أثناءِ عمله أو سَيرِه أو أكلِه أو راحتِه، حتّى يتغلغل اسمُ ربِّنا يسوع المسيح في أعماق القلب، ويحطّم كبرياءَ الحيّةِ القديمةِ الرّابضةِ في الدّاخل لإنعاش الرّوح. لذلك داوِمْ بلا انقطاعٍ على ترديد اسم الربّ يسوع حتّى يحتضن قلبَك فيصير الاثنانِ واحدًا.
لا تفصلْ نفسَك عن الله. داوِمْ معه حارسًا قلبَكَ مِن كُلِّ فكرٍ يُبعدُكَ عنه، بِدَوامِ ذِكرِ الرّبّ يسوع المسيح، حتّى يتأصّل اسمُ الرّبّ في قلبِك، ولا يُفَكِّرَ في شيءٍ آخَرَ سوى تمجيدِ المسيح. (يوحنّا الذهبيّ الفم)
 
 
أخبـــارنــــا

أسبوع الصّلاة من أجل وحدة الكنائس
 
لمناسة أسبوع الصلاة لأجل الوحدة تقام صلاة الوحدة برئاسة أصحاب السيادة مطارنة طرابلس: يوم الخميس الواقع فيه  23 كانون الثاني 2014، في كنيسة النّبيّ إيليّا للرّوم الملكيّين الكاثوليك في شكّا، وذلك عند الساعة السادسة مساءً.